أكاديمية منيسوتا لتعليم اللغات

المقدمة :

أكاديمية منيسوتا لتعليم اللغات هي أكاديمية تعنى بتعليم اللغات ، وقد أحدثت بقرار من المجلس العلمي للأكاديمية رقم AM0021 و تاريخ 1/9/2016م وكان القرار بادئ الأمر إحداث شعبة دبلوم عالي تمهيدي ماجستر تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ثم عُدِّل القرار ليشمل إحداث شعبة ماجستير ودكتوراه تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في العام نفسه، وكان هذا لا بد منه لسد الثغرة الحاصلة من جراء توقف بعض الجامعات والمعاهد المتخصصة بتعليم اللغة العربية عن استقبال طلاب الدراسات العليا ، والأمر الآخر هو رفع رسوم تعليم الدراسات العليا ليصبح تسجيل الطالب فيها مستحيل التحقق، وحلمًا بعيد المنال على الراغبين بمتابعة تحصيلهم الأكاديمي في هذه المرحلة، من هنا اجتمعت إرادة المجلس العلمي للأكادميية على استقدام خيرة المتخصصين من الأساتذة الدكاترة ليشكلوا نواة الهيئة التدريسية والأكاديمية، بالإضافة لاعتماد رسوم مخفضة لكي تؤمن حق التعليم للباحثين من الطلبة ذوي الدخل المحدود. وتسعى الأكاديمية بما في وسعها للحصو ل على الاعتراف الدولي بها، فقامت باتفاقيات تعاو ن واعتراف عديدة، وافتتحت مراكز للمعهد التأهيلي لتعليم اللغة العربية التابع للأكاديمية في بعض دول العالم المهمة. وتهدف في المستقبل القريب أن تكون من عداد المؤسسات التعليمية الرائدة في هذا التخصص الضروري والله نسأل أن يوفقنا لتحقيق ما نصبو إليه. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

الرؤية :

هي صرح علمي أكاديمي رائد في مجال العلم والمعرفة ونشر الثقافة العالمية ؛ عن طريق تعليم اللغات التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بثقافات الشعوب والتعرف إليها.

الرسالة :

هذا الصرح العلمي الأكاديمي الشامخ ، يمتلك مقومات التعليم العالي والبحث العلمي الرائد والمواكب للنظم العليا الأكاديمية العالمية، كونه يجمع بين الحضارة والتقدم العلمي في كافة المجالات التعليمية والمتعلقة بتعليم اللغات. كما ويمتلك الملاك الأكاديمي ذو الباع الطويل في مجال الخبرات الأكاديمية الدولية والعالمية، ولديه من المناهج التعليمية الحديثة التي تجعله يُواكب العصر مع الحفاظ على المعيار  التعليمي العالمي.

أهداف الأكاديمية :

تعمل أكاديمية منيسوتا في ضوء الأسس والرؤى التي انطلقت منها مثيلاتها من المؤسسات التعليمية وتعتمد طريقة التعليم المدمج الذي يجمع التعليم الإلكتروني والتعليم المباشر من خلال السعي لتحقيق عدد من الأهداف منها :

  • العمل على رفد الجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية بخريجين أكفاء في التخصصات العلمية المتميزة في اللغات، وعلى الأخص اللغة العربية، وبأحدث الخبرات التربوية.
  • إقامة العلاقات والروابط العلمية ومد جسور التعاون مع الجامعات والهيئات والمؤسسات العلمية والثقافية لتحقيق التقدم  والازدهار في كافة المجالات والتخصصات العلمية في تعليم اللغات، وذلك عبر القنوات  والاتفاقيات والتعاون والتفاهم التي تخدم التقدم العلمي، وتدعم الصرح الأكاديمي وذلك من أجل بنا نُخب تربوية تتمتع بالقيم الأخلاقية.
  • الإسهام في عملية إحياء التراث الإسلامي و تراث اللغة العربية والعناية بهما والمحافظة عليهما والعمل على رفع وتيرة تحقيق مخطوطاتهما ونشر علومهما بأسلوب علمي أكاديمي راق متناسق مع المعارف والمهارات والعلوم الصحيحة المتعارف عليها دينيًا وعلميًا وثقافيًا.
  • المساهمة في نشر اللغة العربية في بلاد العالم والراغبين في تعلمها كلغة ثانية من خلال إنشاء أكاديمية منيسوتا لتعليم اللغات والأقسام التابعة لها. الإسهام في إجراء البحوث العلمية  – النظرية والتطبيقية-   التي تهدف إلى ايجاد الحلول المناسبة للمشكلات المجتمعية والمصاعب الحياتية، والأمور المستجدة، وما ينتج عنها عادةً من معوقات تعليمية، ومشاكل اجتماعية ونفسية وأسرية.
  • اعتماد أسلوب علمي أكاديمي تقني تلقيني وافتراضي ، فالجامعة لديها تعليم مباشر في مبانيها التعليمية، ويوجد لديها مركز التعليم عن بعد للتعليم الأكاديمي ذو الجودة العالية.
  • الاهتمام بتطوير وإعداد الخطط الدراسية وتقويمها، والسعي للارتقاء بجودة التعليم الجامعي والأكاديمي من خلال مواكبة  أساليب التعليم في الجامعات المتقدمة واستقدام خيرة الملاك التدريسي من الأساتذة و الدكاترة.
  • دعم كل الجهود المبذولة من قبل المنظمات والفعاليات العلمية والأكاديمية في كافة أنحاء العالم  وذلك من أجل تأمين المنح في جامعاتها، ولاعتمادها اللغة العربية لغة أساسية.

كلمة رئيس أكاديمية منيسوتا لتعليم اللغات:

الحمد لله القائل في محكم تنزيله”وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” وصلى الله على سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليمات، معلم الناس الخير، الآمر لزيد بن ثابت بتعلم السريانية، ففيما رواه أحمد في مسنده عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتحسن السريانية؟ إنها تأتيني كتب” قال: قلت: لا، قال: “فتعلمها” فتعلمتُها في سبعة عشر يوماً،

من هذا المنطلق تتوجه جامعتنا الإسلامية  لتعليم اللغات الأجنبية، لإدراكها أن معرفة لغة أجنبية وإجادتها إلى جانب اللغة الأم في هذا العصر باتت ضرورة من ضروريات الحياة ؛ إذ أصبحت إجادة اللغات الأجنبية وإتقانها أحد أهم المؤهلات الثقافية والعلمية التي تمنح الفرصة والأفضلية والثقل في كل ميادين الحياة والعمل، كما تُهيئ الفرصة الأكبر، والنافذة الأوسع للانفتاح المعرفي،  والتفاعل الثقافي مع مختلف المجتمعات والثقافات المختلفة، والاستفادة من كل التجارب الإنسانية في عالم حولته ثورة التقنيات الحديثة في وسائل الاتصال إلى قرية صغيرة متقاربة.

ومما لاشك  فيه  أن المردود الإيجابي لمعرفة وإتقان لغة أجنبية للنهوض والارتقاء بمسيرة الفرد والمجتمع يجعلها أحد أهم المعارف التي يجب أن نحرص على التسلِّح بها. كما أن تعلم اللغات يسهم في التبادل الثقافي والحضاري بين الشعوب ويعطى المتعلم آفاقاً فكرية جديدة، ويكون القادر على هضم الثقافة الأخرى واستيعاب وقبول أفرادها، فضلًا عن أهمية ذلك في إزالة الصراعات بين الشعوب، والناتجة عن الفهم الخاطئ لثقافة الآخر.

ولذا فإن الاخلاص والابتكار والإبداع يجب أن يكون الأسس والأطر الحاكمة لهذه العملية التعليمية، والإنسانية للأجيال الواعدة، لتمكينها من شقِّ طريقها في الحياة بخطى ثابتة، وواثقة، وآفاق رحبة، وفكرٍ منفتحٍ واعٍ، بعيد عن التشنج والتعصب، ويكون قادرًا على استيعاب واقعه، ويسعى بكل إمكانياته لبناء غد أفضل، في إطار من الحرية وتقبل الآخر، والانتماء والاعتزاز بأصوله الحضارية، وقِيَمه الثقافية، والاجتماعية، والأخلاقية.

ولقد حرصنا على تهيئة البيئة الملائمة لأداء رسالتنا قي تعليم اللغات الأجنبية على الوجه الأكمل فاجتهدنا وبعنايةٍ فائقةٍ في انتقاء وضم أفضل الكفاءات والخبرات إلى الهيئة التدريسية والأكاديمية والإدارية، كما تم تهيئة أفضل الوسائل في التعليم الإلكتروني، على أحدث المواصفات للقاعات الدرسية الإلكترونية، بالإضافة إلى الخطط الدراسية التي نعمل على تطويرها سنويًا،  والتي يقوم على تقويمها وتطويرها لجنة مختصة دائمة، لنضاهي بذلك أفضل الجامعات ليس في الشكل فقط ولكن أيضاً في مضمون ما نُقدمه من المناهج والبرامج وأساليب وطرائق التدريس التي تُواكب وتُلائم التطور الهائل في تعليم اللغات حَول العالم، لنقوم برفد المجتمعات خريجين مميزين لديهم من الإمكانيات والثراء العلمي والمعرفي ما يمكنهم من صياغة حياتهم ومستقبلهم بصورة أكمل، ويمثلُ كل هذا إضافةً فعَالة إلى القوة في الحياة العملية والإنتاجية ودَعمًا حقيقيًا لمسيرة النمَاء والتطور والرُقي في أوطانهم.

وفي الختام  فإنني أتقدمُ بخالص شكري وعظيم امتناني لكل الجهود المخلصة التي تعاونت معنا وتضافرت جهودها لبناء هذا الصرح العلمي، وأخص بالذكر وقف بيرليك التركي،  وأسأل الله أن نستمر جميعًا في تحقيق ما نصبو إليه، من أجل خدمة الإنسانية، والتقارب الثقافي بين الشعوب، وبناء جسور المحبة والصداقة، عبر طلابنا الخريجين -وهم من جنسيات مختلفة وثقافات متعددة- الذين سيحملون هذه الأمانة العلمية، والرسالة الإنسانية الخالدة،  وسنحقق من خلالهم بمشيئة الله تعالى؛ تعليم الجميع أن الإنسان أخو الإنسان، وأننا جميعاً على هذه البسيطة في مركب واحد علينا أن نعيش فيه بالمحبة والسلام والوئام.

أ.د. ميسر أحمد المكي